لا تثق بالإحصائيات دائمًا في كرة القدم .. الوجه الآخر للمعادلة




لا تثق بالإحصائيات دائمًا في كرة القدم .. الوجه الآخر للمعادلة

 في عالم الأرقام والإحصائيات أصبح لدى الجماهير حول العالم آراء مغلوطة تماماً فالكثير منهم ينتظر نهاية المباراة ليرى من استحكم السيطرة ومن كسب ركلات ركنية وأخطاء أكثر ومن هو اللاعب الأعلى تقييماً والأهم هو عدد التسديدات ليبدأ الكلام!

لنناقش هذا الجانب ونبين كيف ممكن أن تكون الإحصائيات خادعة بشكلٍ بسيط في حال لم نكن قد شاهدنا أحداث المباراة:

-السيطرة: في كرة القدم هناك ثلاثة أساليب لعب (هجومي – متوازن – دفاعي)، اختيار أحد هذه الأساليب يتوقف على قرار المدرب والعناصر التي يمتلكها، فمثلاً لا يمكن القول عن ريال مدريد مع مورينيو أنه خسر الكرة لصالح الخصم لأنه فعلياً ومعظم الأوقات هو من تركها لهم ليلعب على مساحات الخصم الخلفية و المرتدات التي احترفها لاعبوه.. إذاً الخصم امتلك الكرة واستحوذ عليها لكن دون معركة لذا هو لم يفز بها ولم يكن الأفضل بناءً على هذه النسبة المئوية والتي أطلق على أصحابها (مستحوذ سلبي على الكرة).

– عدد الركنيات: ليكن لدينا فريقين يلعبان بتوازن ونسب سيطرة متقاربة ولكن أحدهما يعتمد الهجوم عن طريق العمق والأخر يحبذ الأطراف والعرضيات، من الطبيعي أن يحصل الأخير على عدد ركنيات أكبر ولكن هذا لا يحسم فكرة أنه كان الأكثر اقتراباً وتهديداً للخصم، هو رقم قد يدل فعلاً على الفريق الأكثر خطورة ولكن أيضاً ممكن أن يكون فقط متعلق بطبيعة اللعب والأسلوب الهجومي المتبع.

– اللاعب الأعلى تقييماً: عنصر مليء بالثغرات فمثلاً عند نزول أحد المهاجمين بديلاً في عشر دقائق أخيرة ويسجل هدف فيحصل على التقييم الأعلى من 10 لإنه لن يجد الوقت الكثير ليخطئ ولو بالتمرير فهل من العدل أن يكون الأفضل في اللقاء بناء على عشر دقائق فقط؟ ماذا عن زميله الذي ركض عشرة كيلومترات وكان السبب الرئيسي في الهدف، ألا يستحق هو ذلك التقييم؟.

– الخرائط الحرارية: من أكثر الأشياء التي تحدث لغطاً بحق اللاعبين، كرة القدم ليست قانون ثم طبق فهي خاضعة للتغيرات اللحظية خلال المباراة ونسبة لشكل المنافس ونوعية لاعبيه وعوامل عديدة أخرى تحدد المساحات الجديدة التي يمكن أن توكل لكل لاعب دفاعياً وهجومياً بشكل يختلف عن ما كانت عليه الأمور في مباراة سابقة من نواحي عدة.

– التسديدات: لنفترض أنك شاهدت مباراة لفريق حقق 10 تسديدات وكان لخصمه 4 فقط (و الخصم كان من انتصر)، الأول كانت لديه الكرة أكثر لكنه لم يمتلك الصبر والدقة فكانت تسديداته عشوائية وبعيدة المدى (30_40 m ) أما الأخر كان منظماً أكثر وصبوراً على الهدف وتسديداته الأربع جاءت من داخل منطقة ال16 وإحداها أمام مرمى مفتوح، هل يا ترى يمكن تصنيف ركلة عشوائية من 35m بنفس الخطورة لتلك التي أمام المرمى الفارغ؟ كلاهما تسميان وتحتسبان رقمياً فرصة ولكن هل يتساويان؟ الأحق في الفوز هو من لعب بتركيز و درس منافسه ليعلم من أين تؤكل كتفه لا من يسدد أكتر.


من دون شك الإحصائيات ساعدت كرة القدم على التطور بشكل كبير ولكنها ليست المكان المناسب لإطلاق الأحكام المسبقة دون مشاهدة المباريات والعلم المسبق بالطرفين..كرة القدم لا زالت أجمل بكثير.

ليست هناك تعليقات